السبت، 24 ديسمبر 2011

ريبورتاج مصور: جمعة "يسقط حمد" و "لن نغادر الساحات".. هنا البحرين

ريبورتاج خاص
إعداد وتصوير: مجموعة صوت الثورة

استجابة  للدعوة التي أطلقها كل من ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير وحركة شباب الغد، للمشاركة الفاعلة في فعالية (لن نترك الساحات) التي أعلنت عنها مجموعة من الجمعيات السياسية المعارضة ومنعها النظام الخليفي الفاقد للشرعية، توافدت حشود جماهير الثورة للمشاركة في هذه الفعالية.

وكانت الجميعات قد أعلنت عن هذه الفعالية وفعاليات أخرى، غير أن وزارة الداخلية الخليفية رفضت ترخيص فعالية الجمعة والتي كان من المقرر إقامتها على ساحل خليج توبلي، متذرعة بتعطيل الفعالية للحركة المرورية. وعلى أثر هذا المنع، دعت حركة شباب الغد جماهير الثورة للمشاركة في الفعالية، كما جاء بيان ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير في ذات الإطار حيث دعى الجماهير للمشاركة الفاعلة في أي فعالية غير مرخصة من قبل النظام، حيث أن الجمعيات ومنذ انطلاق الثورة المباركة كانت تحرص على ترخيص فعالياتها ومهرجاناتها من قبل وزارة الداخلية. وجاءت دعوة كل من شباب الغد وائتلاف الرابع عشر من فبراير لتوحيد جبهة المعارضة بين (لن نترك الساحات) و(جمعة يسقط حمد) التي كان الائتلاف قد دعى إليها في مطلع الأسبوع المنصرم.

وقد لبى أحرار الوطن نداء الجمعيات والحركات المطالبة بإسقاط النظام بحضور جماهيري حاشد رغم التجهيزات الأمنية التي أعدها النظام الخليفي، والتي حولت منظر المنطقة المحيطة بساحة خليج توبلي إلى ثكنة عسكرية يخيل لمن يراها أن البلد على وشك خوض حرب ضد جيش نظامي، حيث تمت محاصرة المنطقة لمسافة تجاوزت الثلاثة كيلومترات من كل جانب انتشرت فيها عناصر المرتزقة فيما كانت الطائرة العمودية تحلق على المنطقة على علو منخفض جداً.



عناصر مجموعة صوت الثورة، كانت ضمن أول مجموعة تمكنت من الوصول لأقرب نقطة لساحة الاعتصام رغم التحشيدات الأمنية والتي كان قوامها ثلاثين شخصاً تقريباً سلكت الطرق الفرعية غير المعبدة للوصول للساحة، حيث تمركزت بعض العناصر على ساحل خليج توبلي، فيما توجهت بعض العناصر لمقر جمعية الوفاق على الجانب الآخر من الطريق، والمجموعة الأخرى بالقرب من الطريق المؤدي لجسر سترة.

ومع وصول المجموعة الأولى وبدئ المجموعات الأخرى في التوافد، بدأ مرتزقة النظام بإطلاق الغازات الخانقة في كل اتجاه، مع تركيز قنابل الغاز في منطقة الساحل، غير أن المجموعات التي تمكنت من الوصول والتي كان من ضمنها بعض كوادر جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، تمكنت من الصمود قرابة 45 دقيقة، فيما حالت كثافة القمع دون وصول المجاميع الأخرى، والتي تم استهدافها في الشارع العام قبل أن تبدأ مطاردتها في أزقة قريتي توبلي والكورة المجاورتين للساحة، وفي الطرق المؤدية لأم الحصم وبلاد القديم والزنج من الجهة الأخرى. كما كان في موازاة القمع في هذا الجانب، كانت فرق المرتزقة الأخرى تغرق مقر جمعية الوفاق بالغازات الخانقة من خلال الاستهداف المباشر، وإطلاق عبوات الغاز داخل مبنى الجمعية.




ومع تضاعف كميات الغاز الخانق، قررت المجموعة المتمركزة على ساحل خليج توبلي الانسحاب حفاظاً على حياة الأطفال والنساء والشيوخ، لاسيما مع تقدم مجاميع راجلة من المرتزقة نحو الأحرار الصامدين على مشارف ساحة الاعتصام.






ونظراً لسد الطرق الرئيسية بعناصر المرتزقة المسلحة، توجه المعتصمون شمالاً باتجاه قريتي توبلي والكورة، حيث تمت مطاردة الأحرار في الأزقة، فيما دخلت مجاميع أخرى من المرتزقة من الجهة الشرقية تسبقها سحابات الغاز الخانق من فوهات بنادقها الموجهة نحو الثوار. أما مجاميع الأحرار التي تمكنت من الوصول لسياراتها، فقط شكلت وبصورة تلقائية غير معد لها مسبقاً من تشكيل طوق بالسيارات لإعاقة حركة مرتزقة النظام وحماية الأحرار المقاومين، حيث وصلت الشوارع المحيطة بالساحة إلى حالة من الشلل التام في الحركة المرورية بلغت مسافة تجاوزت العشرة كيلومترات على امتداد الشارع العام.


داخل المناطق السكنية المجاورة، بدأت المقاومة من قبل شباب الثورة فتمكن أحرار توبلي وأحرار الكورة من إرجاع المرتزقة إلى الخلف ثم عمدوا لإغلاق مداخل القريتين بالإطارات المشتعلة، قبل أن يدخل أحرار جدعلي على خط المقاومة ليقطعوا الشارع العام برفقة أحرار الكورة على المرتزقة بعد إغلاق مداخل القرية. أما على الجانب الآخر، فقد تمكن أحرار بلاد القديم من الحفاظ على القرية من اقتحام المرتزقة بما أبدوه من مقاومة، الأمر الذي دفع بمرتزقة النظام لإطلاق قنابل الغاز الخانق من مسافة عند مداخل القرية، فيما كانت المطاردات تتم في الساحة الخلفية لمقر جميعة الوفاق.

وكما هي النار في الهشيم، سرعان ما امتدت الاعتصامات تصاحبها عمليات قمع شرسة في معظم المناطق المحيطة حتى بلغت السنابس والديه وجدحفص جنوباً، وسترة وجزيرة النبيه صالح والنويدرات والمعامير والعكر شرقاً، وجدعلي وجرداب شمالاً، وقرى شارع الشداء في الجنوب الغربي، حيث تمكن الأحرار من الوصول لدوار زينب الخواجة والتمركز فيه ورفع شعارات "يسقط حمد" مدوية.

التحشيد الإعلامي من قبل شبكات الثورة الإعلامية، والحسابات الفاعلة على شبكات التواصل الاجتماعي لعبت دوراً بارزاً في التحشيد لهذه الفعالية، حيث كانت الإشادة واسعة بإصرار الجمعيات على إقامتها رغم منع النظام، ما وجده شباب 14 بمختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم تصعيداً يتوافق وتحركات التجمعات الشبابية. كما لعبت هذه الشبكات كما هي العادة دوراً مميزاً في التغطية الإعلامية بالصوت والصورة والخبر.