للثـورة صـوت: وثيقة عاشوراء

الديباجة..

تزامناً مع حلول ذكرى استشهاد أبي عبدالله الحسين عليه السلام، هذه الذكرى التي أراد الله جل شأنه أن تكون حبله الممدود لحفظ نقاء الدين وسلامة اليقين، على مر الأيام والسنين، بما اشتملت عليه من صورة جليَّة للصراع بين الحق والباطل، وما أقرته من انتصار المبادئ الإلهية على جبروت الشيطان مهما بلغت عُدتُه وعَددُه وعتاده،

ونظراً لما تشهده بلادنا العزيزة من ثورة حقيقية ضد الظلم والطغيان المُمارَس ضد أبنائها بكافة الأشكال والصور والحيلولة دون ممارسة حقهم الأصيل الذي تكفله لهم إنسانيتهم كما تكفله التشريعات الدولية والحقوقية في تقرير مصيرهم، واختيار نظامهم الذي يرتضونه ومن يمثلهم فيه، حيث يتحتم علينا تعزيز الجهود في جعل عاشوراء الحسين عليه السلام في عمقنا الديني والفكري والتاريخي والسلوكي منهجاً حقيقياً لثورتنا في بُعديها الاستراتيجي والتكتيكي،

وجيث أن الشعب قد أبدى صموداً عظيماً أمام آلة القمع وقدم التضحيات الجسيمة بدماء أبنائه رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً، وبحرية الآلاف من أبنائه نساءً وأطفالاً وشيوخاً، ممن زَجَّ بهم النظام خلف القضبان فقتل النفس المحترمة تحت وطأة التعذيب تارة، وأحدث العاهات والإعاقات تارة أخرى منتهكاً بفعله أبسط الحقوق ساحقاً بتعنُّته الكرامة الإنسانية لأبناء هذه الأرض في محاولة لثني هذا الشعب عن قراره باسترداد كرامته وتقرير مصيره ومحاسبة من انتهك حقه ومن أقر ذلك الانتهاك، فقابل الشعبُ ذلك الجبروت بثبات وعزيمة،

وحيث أن التجمعات الأهلية والمجاميع الثورية هي جزء من هذا الشارع، تشاطره مآسيه وآلامه، وتشاركه إرادته وطموحه، وهي ليست بأي حال من الأحوال نائباً عن الشعب تقرر ما تراه بعيداً عن الإرادة الشعبية، بل تعمل بما قطعت على نفسها من عهد أمام الله وأمام الشعب بأن تبذل كل جهد ممكن في سبيل الوصول لتحقيق إرادته وتطلعاته وآماله،

وحيث أن الشعب قد اختار بإرادته المحضة الاستمرار في سلميته التي بدأ بها قُدُماً حتى النصر في سبيل تحقيق مطالبه العادلة، إلا أن السلطة تجاوزت كل التشريعات السماوية والوضعية في مواجهتها لهذه الثورة الجماهيرية السلمية الكبرى بأخطر وأشد وسائل العنف والبطش والقوة اللامتناهية التي وصلت حد القتل في الشوارع والزنازين، فلم يجد الشعب محيصاً من تفعيل المقاومة الشعبية كخيارٍ ضروريٍ لمواجهة عنف السلطة وعظيم بطشها، وذلك بالتوازي مع السلمية في جميع تظاهراته وتعبيره عن رأيه ومطالبه العادلة، في وقت دأبت السلطة فيه على نقض العهود والمواثيق، وأصرت على إقصاء الشعب عن مراكز صناعة القرار وحالت دون تقريره لمصيره، مستفردةً بمقدرات الدولة وخيراتها براً وبحراً وجواً بعد أن حرمت منها أصحاب الحق الأصيل،

فقد اجتمعت مجموعة من القوى الفاعلة في الشارع والممثلة للروح الشعبية، وتوافقت على اعتماد "وثيقة عاشوراء" تحت شعار "لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل"، لتكون الأساس الذي تنطلق منه في عملها النضالي حتى تحقيق المطالب العادلة، والمعيار الذي يحكم توجهاتها ومواقفها وعملها السياسي والميداني.

أولاً: منهج السلمية الحسينية..

في مسيرته للانتصار للحق الذي عَرَّفه الله جل شأنه، وأوضحه رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم، حرص الإمام الحسين عليه السلام على بيان مبادئ الثورة الحسينية المباركة التي مثلت امتداداً أبدياً للصراع الأزلي بين الحق والباطل، والخير والشر، وقدمت نموذجاً اختصر كل صِور هذا الصراع بما لا يدع مجالاً للشك أو الشبهة في تعريف الحق والباطل، حيث كان في معسكر الحق خيرة أهل الأرض من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت راية سيد الشهداء عليه السلام، وكان في معسكر الباطل أرذل خلق الله تحت راية الفاجر الفاسق يزيد بن معاوية وأعوانه.

وقد جاءت هذه المبادئ في عدة محطات حسينية منها:

المبدأ الأول: "إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل شارب الخمور وقاتل النفس المحترمة معلنٌ بالفسق والفجور":

أطلق الحسين عليه السلام هذا المبدأ لإزالة كل شبهة قد يسوقها ذوو النفوس المريضة للخلط على العوام، فَفَرَقَ طرفي النزاع في فسطاطين: فسطاط الحق الذي يتمثل جلياً في أهل بيت النبوة الذين احتضنوا الرسالة المحمدية في مهدها، وبهم يكون الختام بخروج قائم آل محمد عليهم الصلاة والسلام في تأكيد على امتداد ملاصقة الحق لهذا الفسطاط على امتداد الزمن، وفسطاط الباطل الذي يتمثل جلياً في يزيد بن معاوية بما جاء به من مخالفات صريحة لشرع الله لا تقبل التأويل أو التضليل أو اللبس من فسقٍ وفجور، وشرب للخمور وقتل للنفس التي حرَّم الله، ولم يشتمل تقسيمه عليه السلام لطرف أوسط، فالحق حقٌ والباطلُ باطل.

المبدأ الثاني: "مثلي لا يبايع مثله":

بعد أن عَرَّف الحسين عليه السلام طرف الحق وطرف الباطل، أعلنها صريحة لا تقبل التشكيك ولا التأويل بأن الحق لا يمكن أن يُهادن الباطل أو يبايعه: فهو عليه السلام بما يمثل من منهج قويم لا يبايع يزيد وأمثاله ممن اختاروا أن يكونوا طرفاً مضاداً للحق ومحاربين له.

المبدأ الثالث: "خُط الموت على وُلد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وخِيرَ لي مصرعٌ أنا لاقيه":

أبى الحسين عليه السلام إلا أن يَرُدَّ على كلِّ ذي سَفَهٍ يُريد أن يُلبِس الحق بالباطل، فيفسر الاستشهاد في سبيل الحق إلقاءً بالنفس في التهلكة، فقرر عليه السلام في هذا المبدأ أن استشهاده والتمثيل بجسده الطاهر أمرٌ يقيني لا مجرد توقعٍ أو احتمال، وأنه عليه السلام مع هذا اليقين ماضٍ في ما عزِم عليه من محاربة الباطل دون تراجع أو تخاذل.

المبدأ الرابع: "ألا وأن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة":

مبدأ حسيني أصيل يجعل من الكرامة التي اختارها الله لعباده هي المقياس حياةً أو مماتاً، فحيث تكون خيارات الباطل بين القتل والفتك وإزهاق الأرواح، أو العيش الذليل بالاستسلام للباطل والكف عن الحق، تكون الإجابة بـ(هيهات منا الذلة) فـ(لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر إقرار العبيد).

المبدأ الخامس: "فمن قبلني بقبول الحق، فالله أولى بالحق":

رغم ما للحسين عليه السلام من موقع ومكانة في الحياتين الدنيا لكونه إمام الأمة المُفتَرَض الطاعة، والآخرة لكونه سيد شباب أهل الجنة، إلا أنه عليه السلام يُذَكِّـر بأن منتهى الغاية هو رضا صاحب الحق: الله جل شأنه، لكي لا يلتبس الأمر في الحق بين الغاية والأشخاص، فلا يكون الإقدام إلا لأجل الحق ورضى الله لا روماً لرضى الأفراد أو هرباً من سخطهم مهما كانوا يمثلون من موقع أو مكانة، إذ لا مكانة أعلى من مكانة الإمام المعصوم.

المبدأ السادس: "انسبوني‌ فانظروا مَن‌ أنا، ثمّ ارجعوا إلى‌ أنفسكم‌ وعاتبوها فانظروا هل‌ يصلح‌ لكم‌ قتلي‌ وانتهاك‌ حرمتي‌؟!":

نظراً لما يعمد إليه طرف الباطل من مكرٍ وخبثٍ قد يترتب عليه التباس البعض بين الحق والباطل، وحيث أن الوسطية بين الحق والباطل مرفوضة لكون ترك نصرة الحق هو تعزيزٌ ونصرة للباطل، جاء المبدأ الحسيني بإلقاء الحجة على العوام، لا سيما الداعمين لطرف الباطل ضد الحق، ليرتفع الحَرَجُ بعد إلقاء الحجة فيكون كلُّ إنسانٍ مسؤولاً عن قراره ومحاسباً عليه، ومتى ما أُلقيت الحجة البيِّنة كان الانضمام لأحد المعسكرين، الحق أو الباطل، لِزاماً، فإما الحق وإما الباطل سواء بالمشاركة أو بترك نصرة الحق، فكلا الأمرين سيان.

المبدأ السابع: "أكره أن أبدأهم بقتال":

مع امتلاك الإمام الحسين عليه السلام بما هو الإمام المعصوم المفترض الطاعة لحق الأمر بالجهاد الابتدائي، إلا أنه عليه السلام كرِهَ البدئ بالقتال رغم إزالته اللبس بين الحق والباطل، وذلك للتأكيد على المبدأ الإلهي في حُرمة الدم بالأصل، ورفع تلك الحرمة بالاعتداء، فلم يأمر عليه السلام بالقتال على الرغم من قيام مبرراته، تمهيداً لمبدأ رفع تلك الحرمة عند التعرض للاعتداء.

المبدأ الثامن: "قوموا يرحمكم الله إلى الموت الذي لا بد منه، فهذه رسل القوم إليكم":

مبدأ حسيني أصيل لا يقبل التحريف أو التشويه يقوم على أساس القاعدة الإلهية في رفع حرمة الدم عند الاعتداء وإن ترتب على ذلك قتل المعتدي أو استشهاد المدافع عن الدم المحرم، ولم يُميز الحسين عليه السلام في ذلك بين شخصِ مَنْ رَمَى السهم أو لم يرمِ، بل كان الكلُّ كالواحد والواحدُ كالكل، والدفاع والمقاومة التي باتت واجباً تشريعياً لا تشتمل على التمييز بين شخوص المعسكر المعتدي، ذلك أن الاستسلام مع وقوع الاعتداء هو مدعاة للمذلة، بينما أعلنها عليه السلام في ما تقدم من مبادئ (هيهات منا الذلة).

المبدأ التاسع: "إن كان للكبار ذنبٌ، فما ذنب الصغار":

يؤكد الحسين عليه السلام في هذا المبدأ على أمرين: الأول استمرارية إلقاء الحجة وتثبيت الحق رغم قيام المعركة لقطع الطريق على قلب الحقائق وتشويهها، أما الأمر الآخر فيتمثل في إظهار بشاعة وفظاعة الباطل في محاربة الحق، لتكون الصورة الجلية في هذا المبدأ أن الطرف الذي يصل به الأمر لهذا المستوى من الممارسات الشنيعة والدنيئة لا شك ولا ريب أنه طرفٌ على باطل، وليس يقابل الباطل إلا الحق.

المبدأ العاشر: "إلهي، إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى":

إن عِظَم التضحيات وما يصاحبها من ألم ليست مبرراً للتراجع عن الحق والركون إلى الباطل والظلم طالما كانت تلك التضحيات في سبيل الحق الواضح البيِّن، حيث أن التراجع فيه مخالفات عديدة أبرزها: مناقضة مبدأ (هيهات منا الذلة)، مناقضة مبدأ (مثلي لا يبايع مثله)، تفريط في التضحيات السابقة، العدول عن الحق بعد معرفته وما ينطوي على ذلك العدول من الانتقال من فسطاط الحق للباطل بوجهه الثاني المتمثل في عدم نصرة الحق، الاستهانة برضى الله جل شأنه خوفاً على النفس وحرصاً على المكاسب الدنيوية، وغيرها من المخالفات الجسيمة، فهذا المبدأ تأكيدٌ على ضرورة التمسك بالحق بما هو حق (فالله أولى بالحق)، وما بعد ترك حبل الله من خسارة، فغاية التمسك بالحق رضى الله، وفي المقابل فإن ترك الحق والتراجع عنه ينطوي على غضب الله.

ثانياً: الثورة البحرانية على خطى الثورة الحسينية..

لأن الحسين عليه الصلاة والسلام كان وارث كل الأنبياء، فإن كربلاء كانت معركة كل الانبياء، إنها محطة رئيسية أخرى تجلى فيها الصراع الأزلي القديم بين الخير والشر، بين جنود الله وشياطين البشر من جنود إبليس، ولأن الصراع مستمر فإنه يتكرر في كل الأجيال والعصور بين أنصار الحق وأتباع الباطل، فجميعنا معنيون بهذا الصراع الذي لا يحتمل الوسطية وإنما الانحياز للحق الحسيني أو الباطل اليزيدي.

فهذه بلادنا اليوم أضحت بؤرة لهذا الصراع الممتد عبر الزمن، صراع الحق ضد الباطل، صراع كربلائي يرفض فيه الحسينيون التسليم للباطل وأهله، وحيث أن الصراع صراع كربلائي، فإن المنهج القويم المُنجي فيه لا يمكن إلا أن يكون المنهج الحسيني المُفضي إلى العزة والكرامة، بالحياة أو الموت، بينما يتولى الله نصر الحق وأهله، ذلك أن المنهج الحسيني الذي جاءت مبادؤه واضحة جلية تقوم مبانيها على أساس قرآني قد اختص بمجموعة من الخصائص التي تميز بها وتفرَّد فيها، من بينها:

1. إن المنهج الحسيني هو تطبيق عملي للمنهج القرآني، وامتدادٌ ميداني للمنهج المحمدي.

2. إن المنهج الحسيني هو المنهج الوحيد القادر على استيعاب كل الثقافات والأيدولوجيات والانتماءات العقائدية والفكرية وغيرها، ذلك أن مبناه يقوم على أساس الحق لا على أساس صاحب الحق أو الفكر أو الانتماء أو العرق أو اللون، فعاشوراء الحسين استوعبت من شيعة علي عليه السلام أمثال حبيب بن مظاهر الأسدي وبرير بن خضير، واستوعبت عثماني الهوى زهير بن القين، فاستوعبت السادة الأشراف من العترة الطاهرة، واستوعبت جون مولى أبي ذر الغفاري، استوعبت أتباع الرسالة المحمدية، واستوعبت النصراني وهب وأمه، استوعبت أبناء علي الذين تربوا في حجر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، واستوعبت الحر بن يزيد الرياحي الذي تاب قبل استشهاده بلحظات بعد أن جعجع بالحسين ومن معه، لقد استوعب المنهج الحسيني هؤلاء وغيرهم لأن معيار المنهج هو الحق، ولا شيء غير الحق.

3. إن المنهج الحسيني رغم ما ملأ مشاهده من دماء زكية طاهرة، إلا أنه كان منهجاً سلمياً مقاوماً لا سلمياً استسلامياً، لم يُرفع فيه السيف ولم تُلقَ فيه السهام اعتداءً، ولم تُغمد فيه السيوف أو تطوى الجراب دفاعاً.

4. إن المنهج الحسيني لم يستثنِ المرأة انتقاصاً، ولم يُقصِها إجحافاً، بل المرأة كما الرجل محورٌ أساسيٌ في صراع الحق والباطل، ولكلٍ دوره المكمل والمتمم لدور الآخر.

5. يتساوى في المنهج الحسيني التابع والمتبوع في حومة الميدان، بل يتسابقان فيه لتقديم التضحيات من أجل نصرة الحق، فلا يختص التابع بملاقاة السيوف والحراب، بينما يلتزم المتبوع منبر الخطابة والتوجيه.

6. إن منتهى الغاية في المنهج الحسيني هي رضى الخالق جل شأنه لا رضى المخلوق.

7. إن المنهج الحسيني يرفض الإقرار بشرعية الباطل لتحقيق المكاسب الدنيوية مهما كان حجم التضحيات.

8. إن المنهج الحسيني ينظر للحق بما هو حق وللباطل بما هو باطل، ولا ينظر لشخوص النزاع فيتبع من مالت النفس إليه لمكانته أو موقعه، كما لا يعدل عن الحق استصغاراً لشخوص متبعيه والمتمسكين به.

9. إن المنهج الحسيني لا يعترف بموازين القوى الدنيوية القائمة على السلاح والعدة والعدد والعتاد، إنما يعتمد قوة الإيمان بالله والتعلق به.

10. إن المنهج الحسيني يرفض اعتبار امتلاك السلطة امتلاكاً للحق، فإن كانت السلطة مع الباطل أو عليه، كانت الخصم الذي يرفض مبايعته أو التذلل إليه.

11. أثبت المنهج الحسيني فشل جيشٍ جرار مجهز بكل أنواع العدة والعتاد في انتزاع (نَعَمٍ) من رجل واحد ظل متمسكاً بـ(لا)ــــئه حتى آخر قطرة دمٍ، ولم تدفعه كثرة التضحيات للتخلي عن (لا) الحق لصالح (نَعَمِ) الباطل حفاظاً على حياته أو حياة من معه من أهل وأصحاب، أو سعياً لتحقيق مكسبٍ دنيوي، أو حتى اكتساب حقٍ مُجتزأ.

12. إن المنهج الحسيني يتبنى مشروع المقاومة حتى الرمق الأخير، ويرفض السلمية الاستسلامية رفضاً كلياً قاطعاً.

13. إن المنهج الحسيني لا يُعوِّل على الدعم والمساندة ولا يقبل أو يبحث عن الوساطات السياسية للمهادنة مع الباطل، وإنما يقوم على أساس المبادرة الذاتية لانتزاع الحق.

14. إن المنهج الحسيني يقوم على أساس الامتثال لأمر الله جل شأنه في حرمة الدماء والأعراض والأنفس والأموال، فإن انتُهِكت تلك الحرمات، رُفعت حرمة الدم وحلَّ السيف محل اللسان.

15. إن المنهج الحسيني يؤكد على أن الدم ينتصر على السيف، وأن الانتصار ليس بالضرورة في كسب جولة على أرض المعركة، وإنما هو الإصرار على التمسك بالحق.

وحيث أننا أبناء الثورة البحرانية التي هي امتداد لثورة الحسين عليه السلام انتصاراً للحق ضد الباطل، قد اخترنا النهج الحسيني إيماناً به وبالمبادئ القرآنية التي قام عليها، فإننا نؤكد ما يلي:

أولاً: الالتزام الكامل بالسلمية الحسينية وبمشروعها القائم على المقاومة المشروعة ورفض الذل والخضوع للباطل، ورفض السلمية الاستسلامية في جميع الأحوال والظروف.

ثانياً: الدفاع عن المقدسات والأنفس والأعراض والأموال بكل الوسائل المتاحة وبكل الأشكال الممكنة هو حقٌ أصيل أقرته التشريعات السماوية، وأي وصمٍ له بمسميات تشويهية كالعنف أو ما شابهه هو أمرٌ مرفوضٌ جملة وتفصيلاً، وليس للقول بذلك اعتدادٌ بغض النظر عن شخص القائل به، فرداً كان أو جماعةً أو حزباً أو تجمع.

ثالثاً: الاستمرار في توثيق الجرائم المُمارسة ضد الشعب هو أحد الأدوات الأساسية لإثبات أحقية الشعب في التمسك بمطالبه العادلة وبالسقف الذي يراه ويقره، وهو وسيلة لإثبات مظلومية هذا الشعب أمام العالم وعلى مر الزمن، لكنه ليس بديلاً عن الدفاع والمقاومة.

رابعاً: إن المبدأ الأساس في هذه الثورة هو رفض مبايعة الظالم أو القبول بالظلم، بما اثبت النظام على نفسه من إخلاف للعهود والمواثيق على مر العقود السالفة، وبما تجرأ عليه من الاعتداء على المقدسات والأعراض والأنفس والأموال دون وجه حق، وعليه فإن الحلول القائمة على الحق المُجتزأ أو التعايش مع هذا النظام مرفوضة جملةً وتفصيلاً.

خامساً: إن أذرع الثورة وأذرع الثوار ستظل مفتوحة لاحتضان كل حُرٍ رياحي يدرك الحق فيختاره على الباطل.

سادساً: إن الوسطية بين الحق والباطل هي نُصرةٌ للباطل ضد الحق، مهما كانت تسمياتها أو أشكالها أو أدواتها، فالحقُّ بيِّنٌ والباطل بَيِّن.

سابعاً: إن قلة أنصار الحق وكثرة أنصار الباطل، لم ولن تكون مبرراً للتراجع أو التخلي عن الحق مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات.

ثامناً: إن المجتمع الدولي مسئولٌ عن قراره بدعم الظلم الواقع على أبناء الشعب وهو وحده يتحمل نتائج وعواقب قراره.

تاسعاً: ستظل قضية الحسين عليه السلام مناراً للثوار الأحرار، وستظل المقاومة الحسينية شعاراً للثورة، وأي دعوة لتحييد القضية الحسينية تخاذلاً أو مجاملةً لأي طرف، مرفوضة ولن تلقَ الترحيب أو القبول. حيث كان شعار هيهات منا الذله مشروع متكامل لنهضة الأمة

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأزكى المرسلين سيدنا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

صدرت هذه الوثيقة في ليلة السابع من شهر محرم الحرام لعام 1434هـ

الموافق للحادي والعشرين من شهر نوفمبر لعام 2012م.

1. جمعية العمل الإسلامي - أمل (@AmalSociety)

2. مجموعة صوت الثورة (@14FebTV)

3. شبكة أخبار صدد (@SadadEvents)

4. شبكة أخبار العكر (@AlekerNews)

5. حراك السنابس الثوري (@SanabisNews)

6. شبكة سترة مهزة (@MahazzaMedia)

7. شبكة الكورة الإعلامية (@AlkawarahNews)

8. شبكة أخبار كرزكان (@KarzakkanNews)

9. شبكة أخبار باربار (@BarbarNews)

10. الإعلام الثوري – بني جمرة (@BaniJamrah_News)