صوت الثورة
بسم الله وبالله،
والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، محمد بن عبدالله، وعلى آله الطيبين
الطاهرين، الأخيار المنتجبين، واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.
الحمد لله الذي هدانا لدينه الحق بهديه، وثبتنا على الصراط القويم بفضله، وله المِنَّة
والفضل على ما أنعم وتكرم. |
يا جماهير شعبنا
الوفي،
ها هي ثمرات صمودكم
وثباتكم في الميادين والساحات قد باتت جلية، حيث العصابة الخليفية المجرمة قد بلغت
ذروة تخبطها على الصعيدين المحلي والإقليمي والدولي، بعد أن أسقطت سواعدكم الفتية
آخر أوراق التوت التي كانت تستر بها عوراتها، فباتت تداوي حماقاتها بحماقات أشد.
نعم، كما ورطت هذه العصابة المجرمة نفسها بما ظنت أنه الضربة القاضية التي توجهها
لشعب تشرَّب العزة والكرامة حين عمدت لمحاصرة ميدان الشهداء، معوِّلة في ذلك على
نعاج درع الجزيرة وقوات الإمارات، ومدعومة بالنظامين الأمريكي والبريطاني، لم تجد
بداً من إعلان قانون الطوارئ تحت مسمى "السلامة الوطنية"، لتقدم لثورتنا
المباركة أعظم هدية بما أثبتت للعالم أجمع من هجميةٍ ورعونةٍ في التعامل مع شعب
أعزل، خرج مطالباً بحقوقه المشروعة. وما لبثت بعد ذلك تنتقل من حماقة لأخرى، حتى رأت
بعنجهيتها محاصرة أهلنا في قرية العكر في مشهد لا يقل بشاعة عن الحصار الصهيوني
لأهلنا في فلسطين، فما وجدت إلا كل عزم وبأس وصمود، لينهار حلم القبضة الأمنية
مجدداً في إسكات شعب عزم على استراداد كرامته مستنيراً بدماء شهدائه، وتضحيات
أبنائه، شيباً وشباناً، نساءاً ورجالاً، أطفالاً وشيوخاً وعجائز.
وها هي ذي العصابة تطل
علينا بحماقات جديدة لا نرى فيها إلا بداية الانيهار والسقوط. تفجيرات مُفتعلة عمدت
فيها لأقذر الأساليب التي انتهكت فيها كرامة الأموات بعد تجاوزها كل المحرمات، فصادرت
جثثاً لآسيويين تُوفوا في ظروف مختلفة مؤخراً، ولم يتقدم أحد لاستلامها، لتصور
للعالم أنهم ضحايا تفجيرات بقنابل محلية الصنع، في مشهدٍ سمجٍ يفوح منه الغباء
المذقع من مستشارين جاؤوا للاسترزاق غير مكترثين لا بمصير النظام الذي جلبهم ولا
أبناء البلد. خطوةٌ يعجز اللسان عن وصف ما فيها من حماقات، ليس أقلُّها إثبات عدم أهلية
هذا النظام للوثوق به، وعدم إمكانية إصلاحه بأي شكل من الأشكال، بل وإثبات عدم
أهليته للبقاء في سُدَّة الحكم.
ولم تلبث مسرحية
التفجيرات أن تأخذ مداها، حتى طالعتنا هذه العصابة المجرمة بخطوة أكثر حماقة،
لتعلن إسقاط الجنسية البحرينية عن 31 شخصاً من أبناء البلد المخلصين، لتثبت للعالم
أنها عصابة تختزل الوطن في مصالحها ورؤيها الضيقة، التي تنطلق فيها من منطلق
ملكيتها للأرض ومن عليها.
يا أبناء شعبنا
الصامد،،
لسنا هنا لنعلن عن
إدانتنا لهذه الحماقة أو غيرها من الحماقات، فهي أتفه من أن تكون موضع إدانة،
علاوة على صدورها من نظام فاقد للشرعية والمصداقية، وإنما لنزف البشرى لشعبنا
الصامد البطل، بأن هذا النظام المتهالك قد بات يتأرجح على حافة السقوط، بفضل
صمودكم وثباتكم الذي لم يقف عند إحراج العصابة الخليفية المجرمة، وإنما امتد ليشمل
إحراج دولٍ عظمى كانت تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
إن الوطنية لا
تنتظر صكوكاً من عصابة مجرمة فاجرة، ولا وثيقة تصدرها أو توقع عليها، إذ لا يجرؤ
سوى الساقطون والسفلة على التشكيك في وطنيتهم وانتمائهم. هم أبناء أوال البررة
المخلصون، كانوا وسيظلون كذلك.. فتحية إكبارٍ وشكرٍ لهم جميعاً، وصبراً صبراً على
البلاء، فهذه علامات الانتصار قد بدأت تلوح في الأفق، ولا يُخلف الله وعده.
وآخر دعوانا، أن
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل
بيته الطيبين الطاهرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق