صوت الثورة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بدأ الخلق وإليه المنتهى، القاهر العظيم الجبار المتكبر، صادق الوعد العزيز الحكيم. والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين.
الحمد لله الذي بدأ الخلق وإليه المنتهى، القاهر العظيم الجبار المتكبر، صادق الوعد العزيز الحكيم. والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين.
يا أبناء شعبنا المقاوم،
ها هي الأيام تمضي وتنقضي، حافرة في ذاكرة التاريخ أسمى آيات العزة والصمود، في ملحمة صراع الحق ضد الباطل، مُخلدة قصة شعبٍ مسالم خرج لنيل حقوقه واسترداد كرامته وعزته التي لم يَجهَد الأعداء عبر السنين الخوالي من محاولة النيل منها، في عبث لا طائل منه، حيث تَشرَّب أبناء هذه الأرض الطيبة مضامين العزة والأنَفَة ورفض الذل، مستنيرين بهدي الله جل شأنه، وبتضحيات الأئمة الأطهار على نهج التوحيد المحمدي الأصيل، ومسترشدين بتضحيات من سبقهم من الشهداء الأبرار، ثابتين على العهد، غير متخاذلين ولا قانطين من تسديد الله ونصره، مصداقاً لقوله جل شأنه (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا).
ها نحن وإياكم على أبواب استحقاق جديد في الرابع عشر من مارس الذي يحمل في طياته ذكرى ألم الغدر من قومٍ ليس لهم ذمةٌ ولا عهد.. قومٌ لم يأنفوا في سبيل الاستئثار بخيرات الأرض ورقاب الناس، بعد أن عجزت رصاصاتهم عن إخماد صوت العزة والكرامة، أن يجلبوا المحتل الغاشم في جيوش دخلت البلاد رافعة علامة النصر على أبناء الأرض، ومتوعدة بتطهير عرقي وطائفي مقيت، لتحفر في ذاكرة الزمن أنها لم تكن يوماً شقيقاً أو صديقاً بل كانت مُذ وُجدت خصماً لدوداً يتحين الفرصة للنيل من كل من تُسوِّل له نفسه أن يرفع راية الحق ضد الباطل.
ورغم كل هذا الجبروت الزائف، أثبتم بصدق عهدكم مع الله، أن كلمة الحق أمضى، حتى بلغ العدو من الوهن والضعف، أن استعان على شعبه المتسلح بإيمانه بالله وحده لا شريك له، وبعشقه للشهادة في سبيل الله عَظُم شأنه وجلّت قدرته، بقوى الاستكبار العالمي، ظناً منه ومنهم، أن صيحة العزة والكرامة التي أطلقها إمامنا الحسين عليه السلام أمام جحافل الظلم والاستبداد ليست سوى صوتاً لا يصمد أمام فوهات البنادق، فخاب ظنهم إذ وجدوا "هيهات منا الذلة" عقيدة راسخة في قلوب المؤمنين، ووجدوا عهد الله على لسان العقيلة زينب عليها السلام صادقاً إذ نطقت بلسان الحق جل شأنه: فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تُميت وحينا.
يا جماهير شعبنا الأبي،
هي ذي ساعات تفصلنا عن إضراب الكرامة الثاني، بعد أن سدد الإضراب الأول لعدو الله وعدوكم ضربة موجعة، لم يجد أمامه معها خياراً غير استخدام إحدى أوراقه الأخيرة التي طالما ادَّخرها وحرص عليها أيَّما حرص، فكان ظهور المجرم سلمان بن حمد للساحة من جديد، بعد أن اُخفي عنها عُنوةً في الظاهر، بينما لم يكن يوماً بعيداً عنها خلف الستار، وكأن التأريخ يعيد نفسه، بل إن التأريخ يأبى إلا أن يعيد نفسه ليحرق هذه الورقة كما احترقت في كل ظهور سابق، وكما تبددت كل آمال عصابة الجور بتبدد كل أوراقها السابقة.
نعم، يحق لهذا الشعب المناضل المقاوم، أن يفخر بإعادة إظهار المجرم سلمان بن حمد من قمقمه من خلال تعيينٍ شكلي يأتي ضمن خطة لا تخفى أهدافها ولا أبعادها إلا على الجاهل أو اللاهث خلف حطام الدنيا وغرورها. يحق له أن يفخر كل الفخر، لأن هذا الظهور ليس إلا دلالة على استنفاذ العصابة المجرمة ومن يقف خلفها من قوى الاستكبار الإقليمية والعالمية لأدواتها وعتادها في مواجهة صموده الذي يقربه يوماً بعد يوم للنصر الإلهي الموعود.
فلتجتمع الأكف والسواعد يا أبناء شعبنا الصامد، لنكمل مشوار صراعنا ضد الباطل، ولكي نكون أهلاً لذلك النصر من عند الله، لا بدعم من الغرب ولا الشرق، فالله خير ولي وناصر.
ليكن إضراب الكرامة الثاني ضربة أخرى في خاصرة هذه العصابة المجرمة ومن يقف خلفها، وفاءً منا لمبادئنا وقضيتنا العادلة، ووفاء لدماء شهدائنا الأبرار الذين صعدوا لجنان الخلد رافضين الذل والخنوع، ولكين الزحف نحو ميدان الحرية، ميدان الشهداء في ذكرى الغدر الخليفي السعودي. وليكن إمامنا في كل ذلك هو إيماننا بنصر الله العزيز، قاصم كل جبار.
صدر عن:
مجموعة صوت الثورة
الأربعاء 13 مارس 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق