حركة احرار البحرين الاسلامية
لندن
لندن
سلام على الشهداء الذين ضحوا بانفسهم من اجل الله والخير والعدل والشعب والحرية.
وتحية
للشرفاء الذين اعطوا كل ما لديهم من الراحة والامن والاستقرار، لهدف واحد:
نيل رضى الله، وتحقيق راحة الضمير وكسب النصر للحق على الظلم. فما شهده
العالم في الايام الاخيرة يفوق ما كان العالم يتوقعه بعد ان انفقت اموال
النفط على الدعاية المضللة، وعملت قوى الثورة المضادة لكسر معنويات
المجاهدين والابطال، وتهيئة الارضية لتحقيق غلبة الزمرة الخليفية على شعب
البحرين. بجهود هؤلاء هزم العدو الخليفي وابواقه، وكلت سيوفه، وتراجعت
فلوله، وفرض الشعب على القوى الداعمة له اعادة النظر في موقفها او مشاركة
الخليفيين المجرمين في مصيرهم المشؤوم. من غياهب السجن تحرك ضمير الامة
متجسدا بشخصية قادة الثورة مجتمعين ووحدانا. أوليس هدى الله هو الذي حرك
المجاهد عبد الهادي الخواجة ليعلن شعاره الذي اصبح شعارا للكثيرين: الحرية
او الشهادة. فليس هناك خيار ثالث الا للامعات والابواق وماسحي الاحذية
ولاعقي القصاع، اولئك الذين سلب الله من نفوسهم الكرامة وقبلوا بالذل،
ورضوا بالاستعباد للعدو الخليفي المجرم. كان الخواجة ظاهرة قلبت الطاولة
على رؤوس الطغاة، ومن وراء القضبان استطاع بث الحياة في جسد الثورة وحركها
لتنتفض جبارة عملاقة تتحدى الاستبداد والاحتلال. بقي أخمص البطن اكثر من
شهرين، يتلوى بطنه من الجوع، سغبا، ويتلاشى جسده ضعفا، ولكن تكبر روحه
وتشتد عزيمته. استصغر الخليفيون في بداية الامر شأنه، فاذا به يزلزل الارض
تحت اقدامهم ويكشفهم جيفة نتنة امام العالم، فلم تبق منظمة حقوقية الا
وصدحت بشجبها الخليفيين المجرمين، وما بقي سياسي الا وشعر بالحرج امام هذا
العملاق وادرك بان عليه ان يكون شيئا ان كان يريد الحفاظ على شيء من
المصداقية. رجل لا كالرجال، وبطل يفوق الابطال، وعملاق دونه الجبال، وشموخ
يرقى على السحاب. فهنيئا للبحرين هذا البطل، وتعسا وسحقا للطغاة الفاسدين.
وفجأة
تطل قضية الاستاذ حسن مشيمع مجددا على الافق، فتحيل نهار العدو الخليفي
ليلا، وتضيف لما انجزته قضية الخواجة، وتقنع العالم مجددا بضرورة التحرك
لمحاصرة الخليفيين المجرمين. لقد اصبح واضحا ان الحكومات الامريكية
والبريطانية والسعودية اصبحت تشارك العدو الخليفي مصيره الاسود المحتوم ما
لم تغير موقفها وتبدل اتجاه سياستها في المنطقة خصوصا البحرين. رمز الصمود
والثورة يعلن للشعب عودة مرض السرطان اليه ليصيب كبده بعد ان تعافي جسده
منه قبل عام. لا شك ان العدو الخليفي يتمنى ان لا يرى المشيمع على قيد
الحياة، لانه نظام اصبح نذير شؤوم وسوء للشعب. ولكن شاء الله ان تصبح قضية
مرض الاستاذ حسن المشيمع عنوانا لظلامة لا يستيطع الآخرين تجاهلها او
التقاعس في التعاطي معها. لقد اصبحت مشيمع رقما صعبا في المعادلة
البحرانية، افلت دونه بقية الرموز والشخصيات. وتضامنا مع الخواجة والمشيمع
تحرك موسى عبد علي وعلي مشيمع على وجه السرعة معلنين اضرابهم عن الطعام
واعتصامهم امام السفارة الامريكية بقلب العاصمة البريطانية. وعلى مدى اسبوع
كامل واجه هذان البطلان من الصعوبات وشظف العيش وقسوة المناخ ما تحتمله
اجساد البشر. فمن يستطيع ان يقضي ليالي كاملة في العراء في مناخ جليدي هبطت
درجات حرارته دون الصفر؟ ومن يملك ارادة الامتناع عن الطعام في مناخ كهذا
وظروف عيش في العراء كهذه؟ من اين امتلك هذان البطلان قوة الارادة والعزيمة
والتصميم ليقوما بما فعلاه؟ وثمة سؤال يتحدى الجميع: هل انحصرت المسؤولية
بهما؟ ما الذي يدفع اشخاصا مثل عبد الهادي والخواجة وحسن مشيمع وعبد الوهاب
حسين وابراهيم شريف والعلماء المعتقلين وموسى عبد علي وعلي مشيمع للتضحية
الى هذه المستويات الراقية من العطاء والفداء بالنفس والاهل والصحة
والراحة؟ فخلال اعتصام الاخوين موسى وعلي امام السفارة الامريكية ثم
صعودهما الى سطح و كر الفساد الخليفي في لندن، برز اشخاص آخرون كانوا مثالا
للوفاء والعطاء بالحضور يوميا للمؤازرة والتضامن، بدون انقطاع، والعديد
منهم من غير البحرانيين، من اليمن والعراق وباكستان وكشمير وغيرها، بينما
اختفى اشخاص يفترض انهم يحملون القضية همومها وتوارت عن الانظار. يحدث هذا
في البلدان عامة، فهناك من يعيش من اجل القضية بوجوده وكل ما يملك، وهناك
من يعيش على القضية يحصد منها ما تطاله يداه. ويبقى للضمير هنا دوره في
تحديد المواقف وتقدير حجم العطاء والتضحية. وثمة من يجتهد كثيرا في الجدال
العقيم ولكنه يختفي عند النزال. لم يكن علي مشيمع وموسى عبد علي الا من
الصفوة التي اختارها الله لان تكون مصداقا للعطاء ونكران الذات والتوجه
لله، ايمانا وعبادة واعلاء لكلمة الدين التي تحرر الانسان وتضمن حقوقه،
ودفاعا عن المستضعفين.
ليالي لندن الباردة وايامها الممطرة
اصبحت مجالا للتمحيص والتمييز. فهناك من يضفي بوجوده وحراكه طاقة تحيل
الجليد الى حالة من الدفء تحيي القلوب والنفوس، وآخرون يخضعون لتأثيرات
المناخ البارد فتفتر همتهم ويخلدون الى مشاغل الحياة، وما اكثرها واصعبها.
ان قلوب الصنف الاول من البشر كشف لها الغطاء فرأت ما عند الله من ثواب
وخلود، فاستصغرت من سواه وما عداه. نظرت للديكتاتور الخليفي المتربع على
كرسي الحكم، الجاثم على صدور الشعب، فاحتقرته وشعرت انها اقوى منه وانه
اصغر منها شأنا وقيمة، فتحركت بوحي ذلك الشعور بهدف التغيير الضروري لتحقيق
الايمان وحماية حقوق الناس ومنع الاستكبار والاستبداد من غرز مخالبه في
بني البشر بدون رحمة او رأفة. وما يفعله شباب الثورة مصداق لذلك كله. فمنذ
ان اعلنت ادارة سباق الفورمولا قرارها اجراء السباق في البحرين، تحرك
الاحرار الذين اصطفاهم الله لحمل الرسالة واداء الامانة بالاستعداد وتكثيف
الحضور في الشوارع وتصعيد الثورة لاثبات زيف الدعاوى الخليفية الباطلة.
هؤلاء يحملون هموم شعب مقهور وأمة مستضعفة وانسانية مستهدفة. تحركوا على
بركة الله تحت رعايته، لا يلوون على شيء سوى كسر شوكة الطغاة المتجبرين،
فرددت هتافاتهم الملائكة والطيور والاشجار، واحرار البشر في كل زاوية. فلم
يبق صاحب قلم حر الا ولهج بذكر البحرين واستنكر قرار ايكلستون، ومن ورائه
الساسة البريطانيون، دعم الاستبداد الخليفي والاحتلال السعودي. وما الغريب
في ذلك؟ أليسوا هم الذين نظموا السباقات في ظل نظام الفصل العنصري بجنوب
افريقيا في الثمانينات؟ لقد اصبح هؤلاء عبيد الدنيا والمال، اعداء الحرية
والديمقراطية والانسانية. ولكن شباب الثورة لمشروعهم بالمرصاد، فلن تغمض
لهم عين ولن يهدأ لهم جفن حتى يزلزلوا الارض تحت عجلات سيارات السباق، وسوف
يسمعون العالم اصوات المحرومين وأنات الثاكلات، وآهات المعذبين. انهم هنا
صامدون، ثائرون، صادقون، عازمون على تحرير البلاد والعباد من براثن العدو
الخليفي ودحر الاحتلال السعودي المقيت، واظهار زيف الابواق المأجورة
والاقلام المزيفة. فصمودهم دونه الجبال، وشموخهم يعلو فوق السحاب، وهممهم
لا تلين، فلن يرجعوا حتى يكتب الله على ايديهم النصر للمؤمنين وا لمستضعفين
و الاحرار، ان الله بالغ أمره، قد جعل الله كل شيء قدرا.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، وفك قيد أسرانا، وتقبل قرابيننا يا رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق