L4Bahrain
وطن
ضائع بين متحدث خفي وبين عامل صامت، بين سياسي يدّعي أنه (محنك) وبين ثائر
متهم بأنه (جاهل بفنون السياسة)، بين عجول راغب في الشهرة وبين منتظر خائف
من الخطوة القادمة، وبين واعي لواقع الوطن وبين غافل عنه!
أسئلة:
معظم هؤلاء تائهون بين ما يجب فعله أو قوله أو التفكير فيه.
هل يعيشون ثورة؟ هل يعيشون أزمة؟ سؤال يطرحه الجميع!
هل يريدون الثورة التي تسقط الصنمية أم يقبلون بأي تغيير شكلي ينهي الوضع الذي يعيشونه منذ عام؟
هل هم واثقون من ضرورة الثورة أم مستسلمون لقناعة ألا حل إلا بالتنازل لآل خليفة؟
رسائل من الثوار:
يبدو
الأمل ضائعاً! لكن الثورة ليست ثورة يوم أو شهر أو سنة! إنها ثورة قرون،
علينا بالاستمرار فلقد وصلنا الذروة في هذه الثورة ولا يمكننا التراجع لقد
وصلنا إلى نقطة اللاعودة لا تراجع لما قبلها.
تذكروا أننا إن
أنهينا هذه الثورة فإننا ننهي أنفسنا بأنفسنا، فآل خليفة لا يريدون لنا
إلا الزوال، لقد تعلموا درسهم جيداً، الحل الوحيد بالنسبة لهم هو فناء
شعبنا وانقراضه!
بين الثورة والأزمة:
البحرين
لا يبدو أنها تعيش ثورة حالياً بل انتقلت لركود الأزمة، إن كان الشعب
البحراني يريد الثورة فيجب أن يحييها ليرى العالم حقيقة الثورة وضرورة
الخلاص من آل خليفة، ويتحوّل لثورة الحسين مجاهداً بالمال والولد والنفس
مسترخصاً لأجل عقيدته، دنياه لا تساوي شيئا في مقابل آخرته!
سؤال:
ماذا يجب أن نفعل لكي نُفعّل الثورة من جديد؟ هل نُحرق البلد؟ هل نخاطب العالم أن أنقذنا؟
جواب:
احراق
البلد يقوم به آل خليفة، أي عملية يقوم بها الثوار فالعالم يعرف جيداً أن
المتسبب فيها هم آل خليفة بتعنتهم وغباءهم وعدم قدرتهم على ايجاد حل
للمشكلة!
مخاطبة العالم ماذا نرجو منه وهو متعلق بقرود
ثلاثة: لا أسمع لا أرى لا أتكلم، كيف نكلم من أصاب عينه العور فرأى الظلم
في مكان وتغافل عنه في مكان آخر، عام ونحن نتعذب على مرأى ومسمع كل العالم،
فلم يستطيعوا شيئاً.. سوى إبداء القلق والعجز عن انقاذنا!
لا
نرجو منهم إنقاذنا! سنظل نخاطبهم لأن هدفنا ليس طلب النصرة من العالم
الأعور الدجال، بل لكي نكشف زيفهم وكذبهم لأنهم لا يستطيعون نصرة الحق!
رسائل سياسية:
امريكا
لها مصالح بإبقاء الحال مستقرة في البحرين ولا تريد الدمار فيها فهي نقطة
استراتيجية لها في حربها ضد ايران وروسيا! هل هي مستعدة لجعل البحرين تحترق
تحت أقدام آل خليفة؟! لا، فهم سلطتها الممكنة لها في هذه النقطة الصغيرة
من العالم، لطالما حرصت امريكا -وبريطانيا قبلها- على استقرار آل خليفة
فيها على الرغم من تعنتهم!
ماذا نستطيع أن نفعل لكي نفرض ما نريد على امريكا؟ فهي لا تسعى للتصالح معنا ولا نحن نسعى للتصالح معها! فهي عدوتنا كما آل خليفة؟
بالضغط
على امريكا لكي تقدم التنازلات للشعب المناضل الراغب في تخلص من الظلم
والعبودية لهم، وإظهار ضعف آل خليفة وضرورة ايجاد حل أنسب لما يجري في
البحرين وتذكيرها بأن ما فعله آل خليفة من انهيار اقتصادي في البحرين خلال
انتفاضة التسعينيات أفسد مصالح امريكا في الخليج، مما اضطرها مع حلفائها
لإيجاد حل بإبعاد رمز الأزمة (عيسى بن سلمان) ووضع حل آخر متمثل في (حمد بن
عيسى) ومخطط الميثاق الكاذب ومخطط البندر، هذه المخططات كانت بإعداد
امريكي بريطاني متحالف مع سلمان بن حمد الذين خسروا الكثير خلال 6 سنوات من
انتفاضة التسعينيات!
يجب توضيح كيف أن اعتقال الآلاف لم يحل
الانتفاضة بل حولها لجزيرة رعب لا يجرؤ اقتصادي أو مستثمر على المغامرة
فيها! وكيف فقدوا سلطتهم وكادوا يخسرون لولا خدعة الإصلاح المزعوم والميثاق
الكاذب!
يجب التركيز على أننا لم نعُد في التسعينيات، وأننا
أدركنا ما لم ندركه سابقاً، لكي يروا أننا القوة الفاعلة والمؤثرة في
البحرين، وأن أي قرار لا يمكن أن يتم إلا بالشعب الحقيقي المطالب بحقوقه
الطبيعية في وطنه وهو اتخاذ القرار بنفسه لا بسلطة من أحد! دعونا نثبت لهم
أن أي مشروع لوضع آل خليفة أو أي شخص معارض في موضع الحوار أو التحدث باسم
الشعب لم يعُد مقبولاً، وأننا لن ننخدع بخدعة الإصلاح الكاذبة كما في
التسعينيات وأننا جميعاً لن نتنازل لأي شخص مهما كانت مكانته في قلوبنا بأن
يرضخ لأي نفوذ من قبلهم! يجب أن يستسلموا لحقيقة أن الشعب وحده يقرر! لا
جمعية ولا ائتلاف ولا مجلس ولا رمز يحق له الموافقة باسم الشعب على أي
قرار! وأن أي قرار يتخذه أحد هؤلاء يجب أن يكون قراراً شعبياً بامتياز لا
فرضاً من إحدى القوى بأنها الأكثرية أو أنها تعلم ما لا يعلمه الآخرون!
وصـــــايــــا:
لا تستسلموا لهم أبرزوا قوتكم: إعلامياً، ثقافياً، إسلامياً، ميدانياً وسياسياً!
يبدو
الأمر صعباً، لكنه لن يكون مستعصياً عليكم! الشعب البحريني أبهر العالم
بسلمية غريبة لم يستطع أي ثائر طوال التاريخ أن يصبر على ما صبر! لكن حان
الوقت للتغيير!
كيف نسترجع الثورة:
1-
إعلامياً: تحركوا لإبراز قضاياكم للعالم وكيف أن آل خليفة هم المتسببون
بما يحصل في البحرين، وأظهروا للعالم لماذا يقوم الثوار بالعمليات
الميدانية، تحدثوا عن الأسباب ولا تنقلوا النتائج، لم يعد الخبر عن الحدث
هو المهم، بل سبب الحدث!
(ركّزوا على سبب الحدث)!
تحولوا من
مواقع إخبارية ناقلة للخبر، إلى مواقع إخبارية تنشر سبب الحدث، وبجميع
اللغات! انشروا الأخبار الصادقة، لا تنشروا احتمالات، فلتكن لكم مصداقية
لكي يثق العالم بمعلوماتكم ويأخذ منها! لا تعتقدوا أنكم مجرد حساب إخباري
على الانترنت بل أدركوا جيداً أنكم يجب أن تكونوا مصدر الحدث لا ناقلاً له!
فليكن لكل قرية حساب رسمي وحيد متفرد بنقل ما يجري فيها، وهم وحدهم مخولون
بالتحدث عن الحدث، ومن يريد نقل الحدث فلينقله من المصدر الأساسي للحدث
والمسئول عنه! على الحسابات الخاصة بالأهالي التواصل مع الحساب الرسمي
للقرية وإبلاغهم بالتفاصيل بشكل غير معلن لكي يقوموا بنشر المناسب منها! لا
تطلبوا الشهرة بنقل معلومات حصرية! بل اطلبوا الوحدة في العمل ومصداقيته!
2-
ثقافياً: توجهوا نحو الناس في البحرين، خاطبوهم، خاطبوا عقولهم، أخبروهم
كيف يتخذون القرار ولماذا يتخذونه وعلى أي أساس! لا تغيبوا عقولهم بالتحشيد
الجماهيري الغث الذي يبعد الناس عن المشاركة! أشعروهم بضرورة وجودهم لأنهم
يصنعون الحدث ووجودهم بشعاراتهم الخاصة وصورهم ولافتاتهم الخاصة هي ما يجب
أن يظهر في الحدث!
لا تدّعوا أن الحضور واجب وطني أو شرعي فهو يفقد
الحدث زخمه وحماسه! بل أخبروهم بأن عليهم اتخاذ قرار بأنفسهم وبقناعة من
دون مصادرة للمنطق والعقل وبدون مزايدات سياسية!
فلتكن فعالياتكم بحجم الشعب ورغباته وتطلعاته، واكبوا ما يحصل في الشارع وعلى الأرض وليس متأخراً عنها!
3-
إسلامياً: اتبعوا نهج الإسلام ولا تحيدوا عن منطق القرآن، واتخذوا الإمام
الحسين عليه السلام قدوة لكم، ففي زمن الثورة اتخذ الثائر قدوة! الإصلاح
ولى زمانه وكشفنا زيف آل خليفة وخداعهم كما كشف الإمام الحسن عليه السلام
زيف معاوية وخداعه عندما صالحه، نحن انتهينا من هذه المرحلة وعلينا
الانتقال لمرحلة الثورة، لا تنسوا حتى ثورة الحسين مرت بمراحل مختلفة،
ونجاح ثورته عليه السلام كان متعدد الجوانب، فقد احتوت على العمل الميداني
والعمل الإعلامي والعمل الفكري التوعوي والعمل السياسي
كانت ثورة ناجحة بامتياز! ومن لا يرى نجاحها وفعاليتها فهو أبعد ما يكون عن معرفة الله والتدبر في قضاءه ومعرفة بالإسلام!
4-
سياسياً: في بداية الثورة أغفل الثوار في البحرين الجانب السياسي للثورة،
واعتمدوا فيه على جمعيات تحمل مطالب مخالفة للثوار، وهذا أوقع الثورة في
المطب وأفسد تحركات الثورة الإعلامية والميدانية.
لا بد من وجود جناح
سياسي للثورة، على الأقل خاص بالإئتلاف المتمثل للجانب الإسقاطي والذي
يحمل نهج الثوار. لكن لم نرى مثل ذلك وهذا أضعف الائتلاف كقوة سياسية
تستطيع التأثير في العالم. نعم ندرك جيداً خطورة الوضع بالنسبة لمن ينتسب
للائتلاف وضرورة إخفاء شخصياتهم! لكنني أقول بضرورة وجود أشخاص خارج
البحرين يتحدثون باسم ائتلاف 14 فبراير كجناح سياسي واعي يخاطب الجماهير
والعالم، وضرورة وجود شخصيات حقيقية معروفة ومقبولة من الشعب ولها أسلوب
علمي ومنطقي عند التحدث للإعلام، ولا أعتقد أن الائتلاف أغفل هذه النقطة
بقدر ما خذل بعض الشعب الائتلاف في تحركاته السياسية.
5-
ميدانياً: الحراك الميداني قوي في ثورة البحرين ولم يتوقف منذ 14 فبراير
وحتى الآن، لكن اختلفت درجات تأثيره بحسب الظروف وبحسب قدرات الناس أو
قناعاتهم أو تحشيدات أثّرت في قراراتهم. وفي الحراك الميداني تفاوتت الطرق
المستخدمة فبين مسيرة مخطر عنها أو مهرجان مرخص أو مسيرات جماهيرية مفاجئة
أو مهرجانات سرية أو ندوات إعلامية أو مؤتمرات صحفية أو فعاليات ثورية
مختلفة في الهدف والمضمون!
لكن المشكلة تمثلت في عدم ترابط هذه
الفعاليات أو تسلسلها من الأقل تأثيراً إلى الأكثر تأثيراً، وعدم ترابط
أهداف هذه الفعاليات مع بعضها لتبدو كتصعيد لعدم تجاوب الحكومة في الفعالية
السابقة!
طبعاً السبب في ذلك هو اللامركزية في القرار والإعداد والتنظيم!
صحيح
اللامركزية كانت ضرورية لبدء الثورة، وهي الطريقة الأصح لبدءها، لكن وبعد
عام من الثورة: ألم يحن الوقت لتشكيل تحالفات بين مجموعات متوحدة أصلاً في
الهدف الاستراتيجي لهم ألا وهو (إسقاط النظام الخليفي)؟ بحيث يكونون
المرجعية في اتخاذ القرارات الثورية العامة لمن يحمل الفكر الإسقاطي؟ ألم
يحن الوقت لنتوحد بصدق في تجمع مركزي يحمل شعارنا وهدفنا الذي نريد؟ بحيث
يقود الحراك الميداني على الأرض ويدعو للعصيان المدني مثلاً فيتبعه الناس
بناءاً على ولائهم لهذا التجمع واقتناعهم به؟
نعم صحيح الائتلاف
موجود! ولا غبار على عملهم، والائتلاف وضع الأساس لهذا التحالف أو التجمع
بحيث يحصل على رضا شعبي وهو ميثاق اللؤلؤ، لكن هل تحركنا بما فيه الكفاية
لكي يحصل على الرضا الشعبي المطلوب ليكون اللبنة الأولى في تشكيل تحالف
شعبي إسقاطي سياسي يخرج للعالم كقوة يتحدث بمطلب الشعب؟
للأسف لم
نتمكن من استثمار هذه الورقة المهمة في حراكنا السياسي والتي تفسد كل ورقة
يخرجها النظام سواءا ميثاق 2002 أو أي وثيقة اخرى مطالبة بالاصلاح!
هل هذا يعني أننا خسرناها؟ لا، بل لا زال بإمكاننا تحريك الورقة لكي تحقق هدفها، وهنا نعتمد على وعيكم وإدراككم لأجل الثورة!
قد
تختلف معي وقد توافقني! لكن يهمني أن تقدم رأيك بشكل منطقي ومحترم
وتناقشني بأفكارك بهدوء وبلا تعصب! الحيادية صفة قلّ وجودها لدى الكتاب!
أرجو ألا أكون متطرفة بأفكاري بل حيادية في تقييمي!
شكراً لكم! دمتم في وطن عز وكرامة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق