الأحد، 7 أكتوبر 2012

في الذاكرة ستبقى (احياءاً لذكرى عيد المعلم)

ليلى البحراني (L4BH)







قُمْ للمُعلِمِ وَفِهِ التَبجيلا *** كادَ المُعلِمُ أنْ يكونَ رسولا  

حفظتُها مُذ كنتُ صغيرة 
علِمتُ أنَّها رسالةٌ ثقيلةُ الحِمل 
فخشيتُ أنْ أصبِحَ مِن حامليها 
وابتعدتُ بأحلامي ورغباتي عنها 

لكنني حين رأيتُ مُعلِمتي تَحمِلُ الرسالة بِصدق 
أحببتُ أنْ أكون مِثلها فأُكمِلَ حملَ الشُعلة بعدها 

حينها دخلتُ سِلك التعليم 
واليوم وبعد سنواتٍ من بدأي لحمل هذه الرسالة أرى حُلمي يتبخر 
أرى التعليم يتدهور 

التعليم صارَ بهرجةً ومظاهرَ واحتفالات 
التعليم صارَ ارهاقاً مادياً للطالب لا فكريا 
"أظهِروا ابداعات الطلبة" 
"أظهِروا انجازاتهم" 
وأمّا التحصيل فآخِر مُبتغاهم 

"على الطالب أن يستمتع أثناء الدراسة" 
وينسون أنَّ على الطالب أن يرتاح أيضاً؛ روحياً وجسدياً ونفسياً 

يبدأ الطالبُ يومهُ بطابور لتقديس طُغمة طاغية قتلتْ الشباب وأيتمت العيال 
ثم تتوالى الحصصُ الدراسية، مدة كل واحدة ساعةٌ كاملة، على الطالب أن يدرس ويتعلم ويستمتع لا أن يرتاح بينها ولا أن يعبد الله!!  

والانجازُ الأهم هو الصورُ والبهرجات لا الدرجات ولا العِلمُ المُتحَصَّل 
يقول المدير للأستاذ لم يلعب الطلبة في حصتك ويغفل عن قيمة التفكير التحليلي الذي اعتمده الأستاذ خلال الحصة 
يقول لم أرى تفاعلاً بين الطلبة ويتغافل عن ارتباط الطلبة بالمعلم بخيوط لا تكاد تُرى 

عيونهم مرتبطة بعينيّ مُدرسهم وآذانهم مُصغيةٌ بقوة لكلماته كأنّهم يخشون أنْ تفوتهُم كلمةٌ أو حرف 
نظراتهُم انبهار؛ رافعي الرأس فخورون بأنَّهم طلبةُ علم  
يُسجِلون كل قصة وكل مثال يقوله 
جوعى وعُطاشى لكلماتٍ صادقة مُفيدة 
عندما يعطيهم فكرةً غريبة ينظر كل واحد منهم للآخر 
"إنها إحدى مفاجآت الأستاذ يا ترى ماذا لديه اليوم؟!"  
يخرجون في الممر يتبادلون النقاش فيما قال 
قال الكثير
والأهم أنهم لم ينسوا كلمة مما قال 

لا تقولوا هذا الأستاذ غير موجود بل هو موجود 
هو مُبدِع هو مُخلِص هو صادِق هو قادِر هو مُحِبّ 
ليس أستاذاً واحداً بل أساتذة مُتعددون؛ معلمون ومعلمات رأيتُهم مِراراً  
لم يُثنِهم عن عزمهم ما آل إليه حالُ المُعلِم المُخلِص من إهانة واحتقار 
سواءاً من الطلبة أو أولياء الأمور أو إدارات المدارس 
أو من نظام آل خليفة!!  

سُجِنوا!!  
عُذِبوا!!  
فُصِلوا مِن العمل!! 
تمّت سرقةُ حقوقهم الأدبية والفكرية والمالية!!  
لكنهم لا زالوا صامدين 
في معركة لوحدهم ضد هدم التعليم 

لأنّ شعارهم لم يكُن التبجيل بل كان ولا يزال وسيبقى  
قوله تعالى: ((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)) سورة المجادلة آية ١١


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق