الثلاثاء، 28 فبراير 2012

عندما يمتدح الشيطان عملك..

صوت الثورة

هل يمكن أن يكون الإيمان مدخلاً للتهلكة؟ الإجابة قطعاً: نعم، وهو أخطر المداخل.. والقطعية في الإجابة إنما تنبعث من الإجازة الربانية لإبليس لممارسة الغواية بشتى الوسائل والسبل. قال تعالى: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا)، وذلك في أعقاب قسمه (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين).. لذا، فإنه عندما يمتدح الشيطان عملك وإيمانك فاعلم أنك على الطريق الخطأ..

قد لا يتمكن الشيطان من ثنيك عن الصلاة والصيام وأشكال العبادة الأخرى، لكن هذا لا يدعوه لليأس، فله في إيمانك مدخل، ألا وهو العُجب.. والعُجب –وهو أعلى درجات الغرور- هو الزهو بالنفس واستعظام كل عمل منها مقابل استصغار من دونها، لذلك كان الجزاء الذي أوجبه الله سبحانه وتعالى لهذه الصفة الذميمة هو إحباط تلك الأعمال لقيامها على (الأنا)، ولا (أنا) أمام أناة الله جلت عظمته..

لم تكن التسمية التي أطلقها الإمام الراحل (قدس سره الشريف) على الولايات المتحدة الأمريكية (إدارة لا شعباً)، عندما سماها "الشيطان الأكبر" منطلقة من عاطفة أو كونها خصماً له في حينها، فمن يقرأ سيرة هذا الرجل يعلم جيداً أنه أكبر من ذلك، سواء وافقه أو خالفه في الرأي والمذهب. هذه المقاربة بين الولايات المتحدة الأمريكية والشيطان أسسها الإمام الراحل على عدة مبانٍ، من بينها الأهداف والأدوات والوسائل.. كما أنه لم يتفرد في ذلك، وإن كان هذا اللقب هو الأشهر باعتبار الموقع السياسي للإمام الراحل إلى جانب موقعه الديني، فهذه النظرة يوافقها جمعٌ غفير من جهابذة العلم والسياسة، وفي مقدمة الماضين منهم الإمام الشيرازي (قدس سره الشريف)، فيما يتقدم السيد هادي المدرسي والسيد حسن نصر الله (أمد الله في عمريهما) الأحياء منهم. ونكتفي بهذه النماذج إذ أننا لسنا في معرض مناقشة من يوافق أو من يعارض الموقع الشيطاني للإدارة الأمريكية.

المقدمة السالفة أساسية وضرورية لفهم مجريات الصراع في الساحة البحرانية، والذي كان الانتصار فيه قاب قوسين أو أدنى، حتى ارتأى (الشيطان) تغيير منهجيته بعد أن أدرك أن ثني الثوار عن موقفهم الرامي لإسقاط النظام أمر قد تجاوز خط الإمكان. فالساحة منقسمة (وهذا لا يعني بالضرورة أنه انقسام عدائي لا انسجام فيه، حتى الآن على الأقل) بين منهجيتين: إسقاط النظام، وإصلاح النظام.. فبينما يرى الثوار، وهم الشوكة الحقيقية في حلق النظام والحلق الأمريكي من خلفه، أن لا خيار سوى إسقاط النظام وإقامة نظام بديل، يرى بعض السياسيين، ممثلين في خمس جمعيات سياسية فقط، أن الممكن بل المبتغى هو إصلاح النظام.

ما يسميه سياسيو الجمعيات الخمس "إصلاح النظام" هو في الواقع ليس أكثر من وَهم كوهم إصلاح فرعون والنمرود وغيرهم ممن سبق، وهم يدركون ذلك، لكنهم في الواقع لا يجرؤون على أكثر منه.. وفي المقابل، فإن جرأة الآخرين على ما لا يستطيع هؤلاء إنما تبعث لديهم أرقاً هو ليس أقل من الأرق الذي يعيشه النظام، حيث يهدد ذلك –في نظرهم- مكانتهم القيادية في الساحة عبر عقد من الزمن. لذلك نجدهم لا يستنكفون تحجيم الرأي الآخر واستصغاره، ولا الإصرار المغلوط على أنهم "المعارضة" بإطلاق التعميم، ولا يساورهم أي حرج في إطلاق فعاليات جماهيرية مضادة لكل فعالية ينظمها الطرف الآخر انطلاقاً من حقهم في التعبير عن رأيهم وإرادتهم، فإذا ما قويت شوكة الطرف الآخر بسبب معطيات الساحة، علت صيحات الوحدة ونبذ الشقاق. لأنه من غير المسموح أن يوجد غيرهم في الساحة..

من هذا المدخل، وجد الشيطان (الأكبر) ضالته.. فبدأ العمل على تكريس هذه القناعة لدى مريدي الإصلاح بأنهم على صواب وأنهم في تلك المنهجية إنما يضاهون التيارات السياسية المتحضرة في العالم، مغلفاً ذلك بالدعم والتأييد من القوة الكبرى (وما يعدهم الشيطان إلا غرورا). فيده اليمنى تبيع سلاح الدمار والقتل والفتك للنظام الخليفي، فيما تمتد يده اليسرى لدعم "المعارضة" السياسية من خلال مساعدتها على إبعاد تلك العقبة المؤرقة، المتمثلة في مطلب "إسقاط النظام"..

كم كان بودنا أن نبارك للقيادي الوفاقي مطر مطر منحه جائزة القادة الديمقراطيين من قبل مشروع منظمة الشرق الأوسط للديمقراطية، وهي منظمة أمريكية (غير ربحية)، (غير حزبية) حسب ادعائها، تسعى –أيضا حسب ادعائها- لتعزيز الديمقراطية في الشرق الأوسط، ومع ذلك كانت غائبة عن المشهد البحراني طيلة الأعوام السابقة، بل وحتى بعد انطلاق الثورة في الرابع عشر من فبراير 2011. كم كان بودنا أن نقول للعالم هؤلاء هم البحرينيون في سجل إنجازاتهم، لكننا بكل أسف عندما ننظر للواقع بصورة شمولية فيما تمتد العين الأخرى للتمحيص في ثنايا الصورة، لا نجد أنفسنا متحمسين لذلك، لا لشيء في النفس ضد مطر أو حتى ضد الوفاق وقياداتها أو جمهورها، فهم منا ونحن منهم، وإنما لأن النظرة الفاحصة في الواقع، تؤكد أن الأصابع الأمريكية قد أوجدت لنفسها مكاناً بين الأوتار فبدأت بتغيير اللحن الذي كان الشارع يعزفه..

تقول المنظمة في خطابها لمطر: "هناك عدد قليل من الأفراد الذين يجسدون الأهداف والمبادئ التي تلهم عملنا لتعزيز دعم الولايات المتحدة الأميركية للديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ونود أن نقر بما تبذلونه من جهود رائعة وسط ظروف صعبة للغاية خلال العام الماضي 2011، والتزامكم الراسخ للإصلاح السياسي في البحرين، بما في ذلك دوركم المهم كقيادي في جمعية الوفاق. لذلك يشرفنا أن نمنحكم هذه الجائزة وعن جدارة"..

لن نستغرق كثيراً في هذا الحديث ليقيننا بأن البعض سيفسره على أنه إثارة للحزازيات، والبعض سيؤوله على أنه حسد وغيرة، وبعض ثالث سيرى أنه ترهات، فيما سيراه قليل أنه وإن كان صحيحاً إلا أن الوقت غير مناسب للتصريح به حفاظاً على وحدة الصف.. لكننا في المقابل، لن نمر على ذلك مرور الكرام استجابة لدعاوى التسطيح الفكري وأصوات التبعية العمياء التي تفضل أن توكل مهمة التفكير والتقرير لآخرين نيابة عنها إيماناً منها بعدم قدرتها على القيام بذلك، وسوءاً للظن بالله جل شأنه بأنه ميَّز أولئك بقدرة لم يهبهم إياها..

"التزامكم الراسخ للإصلاح السياسي في البحرين، بما في ذلك دوركم المهم كقيادي في جمعية الوفاق"، هذه الكلمات تستلزم وقفة –لن نطيل فيها كما وعدنا، ولن نتجاوزها أيضا كما وعدنا.. فموقع مطر في الوفاق ليس موقع المنظِّر ولا المخطط الاستراتيجي ولا صاحب الكاريزما السياسية المؤثرة (مع كل الاحترام لشخصه الكريم)، هو فقط أحد قياديي الوفاق، كما أن موقع الوفاق ليس موقع الدولة وإنما فقط منظمة أهلية سياسية، أي أنها وفق الأعراف السياسية حزب سياسي.. فيما تشير العبارة إلى أن من بين أسباب الاختيار هو "الدور القيادي في جمعية الوفاق"!! فهل هي مفاضلة بين قيادات الجمعيات والأحزاب السياسية في العالم مثلاً، وجاء دور مطر (أو غير مطر) في المرتبة الأولى من حيث هذا الإسهام؟ وعلى فرض هذه المفاضلة، ألم يكن الأولى أن يكون شخص أمين عام جمعية الوفاق هو الأولى بهذا الوصف؟! ألم يلاقِ جواد فيروز مثلاً ما لاقى مطر، وهو قيادي حاله حال مطر؟ أليس إبراهم شريف الذي لايزال يقبع خلف القضبان متمسكاً بخيار الإصلاح رغم ما لاقى ويلاقي، وهو القيادي الأبرز في جمعية وعد؟ الشق الأول من العبارة يجيب على تلك الأسئلة: "التزامكم الراسخ للإصلاح السياسي في البحرين".. إذن، هي مسألة ربط بين "الإصلاح" و "الوفاق" في مشهد "عالمي"، تحل فيه الوفاق محل الراعي الرسمي للرأي المعارض مقابل النظام باعتماد سيكلوجيا التعزيز الذهني، وعليه، فإن الحوار المزمع بالرعاية الأمريكية، يكون حواراً بين النظام والممثل الشرعي (بإطلاق التعميم) عن المعارضة، أي أن مقررات ذلك الحوار إنما هي ملزمة لكلا الطرفين..

جائزة مطر ليست هي البادرة الأولى في هذا الاتجاه، كما أنها لن تكون الأخيرة.. فقد سبق وأن أورد الرئيس الأمريكي في خطابه ذكر الوفاق بدل القول (المعارضة البحرانية) حيث كان يؤكد على أهمية دخول النظام في حوار جاد مع المعارضة.. وعلى الرغم من ادعاء الإيمان بالتعددية السياسية، إلا أن أوباما لم يشر على الأقل لجمعيات التحالف الخماسي القابعة تحت عباءة الوفاق لا قناعة بخطها بل استثماراً لقاعدتها الجماهيرية، وإنما ألغى الجميع –بمن فيهم حلفاء الوفاق- وأبقى على الوفاق عُنوةً لا ارتجالاً.. كما بدر ذات الأمر في عدة تصريحات لشخصيات رسمية في الولايات المتحدة الأمريكية من بينها كلينتون وغيرها.. وإنه لمن المؤكد، بل اليقين، أن مثل هذه التصريحات والتأكيدات على موقع الوفاق كممثل كلي عن المعارضة، سيزداد وسيتعزز في القادم من الأيام..

وفي بادرة تعزيز قناعة الوفاق بصحة منهجها ليصل لدرجة العُجب فيحقق المبتغى، بدأ النظام الأمريكي أولى خطواته في عولمة الخط الوفاقي، وذلك من خلال الجوائز العالمية من جهة، وفتح صمام الضغط الإعلامي العالمي بمقدار يسير يتيح للخط الوفاقي–فقط الخط الوفاقي- الظهور أمام العالم لترويج فكرة أن ما يجري في البحرين هو "أزمة سياسية" وأن "الحل السياسي" يكمن في الحوار من أجل "الإصلاح"، وأنه لا خيار في الشارع سوى "إصلاح النظام" وما دون ذلك هي أصوات متطرفة غير واقعية لا تحسن الحسابات السياسية، وأن هذا الأمر متوافق عليه بين النظام و"المعارضة"، غير أن الخلاف يكمن في الشكل والأبعاد، لذلك فإن "الحوار" هو ما يكفل تقريب وجهات النظر!!

أما على الصعيد الداخلي، فالمتوقع من الوفاق هو الاستمرار في تعزيز فكرة استحالة إسقاط النظام اعتمادا على موقعها السياسي والديني والجماهيري.. ومقابل هذه الاستحالة فإن إمكانية الخروج بمكسب من هذه الأزمة يتمثل في تغيير الحكومة هو أمرٌ وارد جداً، وهو "الممكن" واقعاً..

مؤشرات ما أوردنا أعلاه بدأت تتضح بشكل كبير، لا يغفله إلا نوعين من الناس، النوع الأول هو المؤمن بقداسة الرموز الوفاقية وصحة كل ما يبدر عنها إن هي يممت نحو اليمين أو الشمال، إن شاركت أو قاطعت، إن قالت أو سكتت، إن وافقت أو رفضت، والثاني هو الذي داخَلَه التعب والإجهاد من الوضع القائم، فبات يبحث عن أقرب مخرج من الوضع الراهن، وهو ما كان النظام يراهن عليه في جهده الحثيث لكسب الوقت..

فقبل أسابيع قليلة مثلاً، احتلت ساحة المقشع، المسماة جزافاً "ساحة الحرية"، والتي أُريد لها أن تكون ساحة بديلة عن ميدان الشهداء من خلال محاكاة شكلية شبه كلية للميدان، ولكن الله سلّم، المساحة الأكبر من التغطية الإعلامية حتى لدى الإعلام المتعاطف مع الثورة. فبينما كانت القرى تعاني وطأة القمع المفرط على مدى أسبوع كامل، كانت وسائل الإعلام تعرض الخطب السياسية ومشاهد من مجريات تلك الساحة والتي كانت أقرب إلى الكرنفال الاحتفالي منها إلى فعالية جادة في المعارضة، ولم يكن النظام يتعرض لها لا من قريب ولا من بعيد رغم رفع شعار "إسقاط النظام" فيها ليل نهار، وهو شعار أدى بالبعض للقتل تحت آلة القمع والتعذيب، والبعض الآخر للحبس المؤبد أو طويل الأمد، حتى وصل الأمر للحكم بحبس سيدة فاضلة خمس سنوات لاستماعها للأناشيد الثورية. في ذات الفترة كان بسيوني متواجداً في البحرين لتخط أصابعه الآثمة تقريراً لم يكن ضمن بنود اتفاق لجنة تقصي الحقائق، يخلص فيه إلى وجود بوادر للإصلاح الجاد تتمثل بعض مظاهره في السماح بحرية التعبير!!

إذاعة وتلفزيون البي بي سي، التي تتغافل حتى عن نقل أخبار سقوط ضحايا من الناس العزل، تخصص مساحات واسعة بين الحين والآخر لاستضافة شخصيات رسمية وأخرى معارضة في حوارات مباشرة.. الشخصيات الرسمية في تلك الحوارات تتنوع بعض الشيء، وإن كانت تتركز غالباً في شخص سميرة رجب باعتبارها شخصية (شيعية) في النظام الخليفي، بينما تكاد تكون شخصية المعارضة محصورة في شخص خليل المرزوق (مع شديد الاحترام لشخصه)، حتى بات البعض يظنه مقدم البرنامج.. وإن لم يكن المرزوق فشخصية أخرى من الوفاق، وهذا نادراً ما يكون.. ولم يحدث أن استضافت هذه القناة العالمية الصانعة للرأي بما تتمتع به من عراقة و(مصداقية) شخصية تطالب بإسقاط النظام في هذه البرامج.. وعلى نفس المنوال تسير قناة الجزيرة العربية..

فخلاصة القول إذن، أنه ليس في الساحة البحرانية من رأي سوى رأي الوفاق.. مكسبٌ طالما كان النظام الخليفي يسعى لتحقيقه حتى أصيب باليأس من قدرته على ذلك، فجاءت أصابع (الشيطان) الأكبر لتحقق ما عجز عنه الشيطان الأصغر.. هذا المكسب ليس حباً في الوفاق بالطبع، فهي لم ولن تكون موضع ترحيب ولا قبول من قبل الإدارة الأمريكية أو النظام الخليفي، وإنما حلحلة للمشكلة المؤرقة التي يعاني منها النظام الخليفي في إجهاض الثورة البحرانية، والتي تتمثل في "لا مركزية القيادة"..

لقد كان إدراك القيادات الشعبية، في الداخل والخارج، لهذا الأمر مبكراً جداً.. وهو إدراك متقدم بكل المقاييس على قدرة الكوادر السياسية في جمعية الوفاق، وكلها (بإطلاق التعميم) كوادر سياسية حديثة لا يتجاوز عمر معظمها –إن لم يكن جميعها- تسعينات القرن الماضي.. لذلك كان التأكيد المستمر على منصة ميدان الشهداء وفي غيرها من المواقع منذ انطلاق الشرارة الأولى للثورة على الحفاظ على مبدأ اللامركزية في القيادة، باعتباره صمام الأمان لاستمرار الثورة حتى تحقيق أهدافها، وفي مقدمتها "إسقاط النظام".. وكان هذا التأكيد غالباً ما يأتي من تلك القيادات في خضم التحذير من الوقوع في فخ "الحوار" مع النظام..

لطالما كنا نقول، والوفاق في مقدمتنا في هذا القول: إن على النظام أن يدرك أن القمع لن يثني الشعب الثائر بل سيزيد في تمسكه بثورته.. وهذا ما أثبته الواقع بالفعل. وقد حان الوقت لكي نقول: إن على جمعيات التحالف الخماسي المعارضة، والوفاق في مقدمتها، أن تدرك أن القمع الفكري لن يثني الشعب الثائر بل سيزيد في تمسكه بثورته.. فلا تغرنكم وعود الشيطان فما يعدكم الشيطان إلا غرورا، ولا تقعوا في فخ العُجب الذي ينصب حبائله لكم الشيطان فتحبط أعمالكم وتضحياتكم، فإن في العُجب التهلكة وإحباط العمل.. فلا تكونوا (كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلادًا فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)..

كما نذكر إخوتنا وأحبتنا في الوفاق وبقية الجمعيات السياسية أن ما يبدو وداً أمريكياً ليس وداً في حقيقته، وإنما هي حقيقةُ تَحمُّل بعض الألم للتخلص من ألم أكبر.. فأَن تمد إصبعك أو أي أداة لانتزاع الشوكة من حلقك هو أمر مؤلم بالفعل، لكنه في كل الأحوال أقل إيلاماً من الإبقاء على الشوكة أو التكيف معها.. لكن ما أن تزول الشوكة، حتى يبدأ التفكير والعمل على التخلص من ألم إزالتها.. فالخيار الأمريكي في الوقت الراهن هو إزالة الشوكة المؤلمة، وسيكون بعد نجاحه لا قدر الله، إزالة ألم التخلص من تلك الشوكة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق