الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

بيان عيد الاستقلال: فلتسقط مملكة المشايخ ولتعلو راية جمهورية البحرين العربية


بسم الله الرحمن الرحيم

إلى جميع أبناء شعبنا الأصيل، نزف أجمل التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الاستقلال المجيد، الذي تطهرت فيه أرض البحرين العزيزة من المحتل الذي جثم على ترابها لينهب خيراتها ويتحكم في مقدراتها، فخرج مدحوراً منهزماً بإرادة وسواعد أبناء هذه الأرض الطيبة الذين يشهد لهم التاريخ عبر العصور بولائهم الخالص لترابها ونضالهم وتضحياتهم في سبيل عزتها وكرامتها.


إنه يوم الرابع عشر من أغسطس الذي عمل النظام الخليفي المجرم على محوه من ذاكرة الزمن، ليحل محله ذكرى احتلاله للبلاد في ما يسمى بعيد الجلوس الذي تربع فيه الطاغية على عرش الحكم ليثبت للعالم أنه غير جدير بأن يحكم هذه البلاد، إذ لا يفرط أبناء الأرض في يوم تحرير أرضهم من المحتل الغاصب. نظامٌ مجرمٌ لم يكتفِ باحتلال البلاد حتى مضى ليعبث في تاريخها المديد ويزرع ثقافته المنحطة في نفوس وعقول أبناء الأرض الأصليين جيلاً بعد جيل.. لكن هيهات هيهات.. فوعي الأبناء لا يقل عن وعي الآباء والأجداد الذين غذوا أبناءهم بعشق الأرض وترابها، وبعشق الكرامة والحرية، وبروح التضحية والفداء، فتسابقوا صغاراً وكباراً، نساءً ورجالاً، لنيل شرف تحرير الأرض من مغتصبيها.. فتحيةً لأبناء شعبنا البطل الصامد.. تحية لأمهات وآباء الشهداء في هذا اليوم المجيد.. تحية للقابعين خلف القضبان في زنازين الإجرام الخليفي.. تحية لأبطال الميادين من أحرار وحرائر البحرين العزيزة.


يا أبناء شعبنا الصامد الصابر المحتسب،
ها هي ذكرى التحرير المجيد تطل علينا اليوم وإخواننا وأخواتنا قابعون في سجون النظام الغاصب والمحتل السعودي المجرم المدعوم من نظام الإمارات الغادر، لم يتنازلوا عن إرادتكم رغم ما لاقوه ويلاقونه من أصناف التعذيب اللا إنساني تحت إشراف الطاغية المتجبر حمد بن عيسى وأبنائه.. وليس محض مصادفة أن يُخضع هذا النظام بجبروته رموزنا الشعبية المناضلة لمحامكته الصورية الجائرة في هذا اليوم المجيد، وإنما هي مساعيه الدؤوبة لإذلال أصحاب الحق والمبادئ، لكن هيهات أن يكون له ذلك، فهو نظام لا محالة زائل وإن طال به الأمد.

وإننا لنغتنم هذه المناسبة الخالدة، لنؤكد على ثباتنا وإصرارنا وإياكم على الانتصار بتوفيق الله ونصره على هذه الطغمة الحاكمة وتحرير أرضنا من المحتل الغاصب المتمثل في النظامين الخليفي والسعودي. كما نؤكد على حقنا الأصيل في تقرير مصيرنا بأنفسنا معتمدين على الله جل شأنه وطاب ذكره، لا على النظام الأمريكي ولا البريطاني ولا غيرهما من الأنظمة التي لم تفتأ تمد طغاة العصر بأدوات القتل والتعذيب والتنكيل التي لم تغادر طفلاً ولا شيخاً ولا شاباً، ولم تميز بين مناضل في الساحات أو مقعدٍ في منزله.


أيها الشعب العزيز المناضل الساعي للحرية والكرامة،
لقد حان الوقت لكي نتقدم بثورتنا السلمية التي هزت عروش الظالمين خطوات للأمام وذلك من خلال:

أولاً: العمل الجاد على تأسيس وتفعيل المجلس الانتقالي الذي دعا له نخبة من أهل السياسة وأرباب النضال ورجال الدين المخلصين في الداخل والخارج، وتشكيل حكومة ظل تعمل على التنسيق مع كافة فصائل المعارضة السياسية والميدانية والقوى الثورية الساعية لإسقاط النظام الخليفي وتحرير الأرض من المحتل الغاصب، ليكون الشعب على أهبة الاستعداد لاستلام زمام قيادة البلاد في المرحلة الانتقالية.

ثانياً: فرض واقع التحرر من مملكة المشايخ الخليفية برفع اسم الجمهورية البحرينية في جميع الفعاليات التي تنظمها قوى المعارضة والنضال في الداخل والخارج، وفي جميع البيانات والخطابات والمحافل المحلية والدولية، ويشمل ذلك كافة وسائل الإعلام المعارض بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبر الأداة الإعلامية الأبرز والأقوى، والتي ساهمت ولا تزال في فضح جرائم هذا النظام وفرض واقع الثورة أمام العالم الذي ظل صامتاً أمام ما يلاقيه أبناء هذه الأرض من انتهاكات صارخة للإنسانية.

ثالثاً: تكثيف النضال الميداني السلمي مع عدم إهمال حق الدفاع المقدس عن الأنفس والأعراض والأموال فهو واجب فرضه الله جل شأنه قبل أن يكون حقاً لِمن وقع عليه الاعتداء، والعمل المتواصل على ترقية وتطوير وسائل الدفاع لردع كل من تسول له نفسه من النظام ومرتزقته العبث في مناطق البلاد والاعتداء على الأبرياء الآمنين.

وأخيراً وليس بآخر، ندعو جميع الثوار في كافة البلدات والقرى ليخلدوا بنضالهم الميداني هذا اليوم، فتكون ذكراه على النظام المجرم كما كانت ذكرى الرابع عشر من فبراير، تقض مضاجعه الظالمين معلنة شعار العزة والكرامة الخالد الذي أطلقه سيدنا ومولانا الحسين بن علي عليه السلام: هيهات منا الذلة.. هيهات منا الذلة.
وما النصر إلا من عند الله. عليه توكلنا، وإليه وأنبنا وبه استعنا، هو مولانا ونعم المولى والنصير.

السلام على أرواح شهدائنا الطاهرة، السلام على المعذبين في السجون، السلام على الصابرين الصامدين على الحق.



صدر عن مجموعة صوت الثورة
في الرابع عشر من شهر أغسطس/آب 2012
جمهورية البحرين العربية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق