إن تصبك حسنة تسؤهم، وان تصبكم سيئة يفرحوا بها
رفرفت روح الشهيد في سماء البحرين برهة بعد قتله بأمر مباشر من الديكتاتور الدموي. قبل ان تصعد الى بارئها، شاكية اليه ظلم الطغمة الخليفية المجرمة. كانت الملائكة تحف بروح الشاب حسام الحداد مبتهجة بصحبتها، متباركة بحضورها، تحضنها وتضمد جراحها. كان حفلا بهيجا حضرته ارواح الشهداء والقديسين في ليلة رمضانية مباركة، اشتركت هذه الارواح في تسبيح الله وتقديسه والدعاء لشعب البحرين بالنصر والغلبة، وللطغاة بالعار والسقوط. دماء الشهيد كانت دافئة، اختلطت فيها حرارة الايمان بآلام الجراح التي تسببت فيها طلقات الشوزن وركلات وحوش الطاغية وكلابه. أحيت ارواح الشهداء ليلة امس وهي تطوف حول روح الشهيد الشاب، حسام، فيما كانت صلوات العباد ترتفع الى السماء متقربة الى الله بالدعاء للمظلومين بالنصر ولاعداء الانسانية بالسقوط. آلام الدقائق التي عاشها الشهيد بعد اصابته كانت موجعة لجسده، ولكن روحه بدأت تتحرر جسديا من اعباء الجسد ومعاناته، وتحضن روح الشهيد علي الشيخ الذي استشهد في فترة متشابهة يوم عيد الفطر من العام الماضي.
الطاغية مسؤول عن قتل الشهيدين ومائة آخرين من ابناء البحرين. فاذا كان الطاغية يتخفى وراء الدعوى بعدم معرفة ظروف استشهاد السابقين، فثمة اجماع هذه المرة على ان قرار قتل الشهيد حسام الحداد صدر علنا على لسانه مبثوثا على شاشات التلفزيون. ولم يفهم من تهديده بانه "سيضرب بيد من حديد" على المعارضين الا انه امر مباشر لقواته بالامعان في قتل البحرانيين. انه امر مباشر من الطاغية بقتل الشاب الصغير مع سبق الاصرار والترصد، ولم يكن قتله خطأ بل بقرار رسمي من رأس السلطة، وكان قتلا خارج القانون، بدون تهمة او محاكمة. وبهذا لا يختلف الطاغية عن حسني مبارك الذي حاكمه شعبه بتهمة اصدار اوامر القتل لقواته. لقد اصبح حمد بن عيسى متورطا في دماء البحرانيين بشكل مباشر، واصبح امام العالم تحد كبير يتمثل باقامة العدل والحاق القصاص به كسفاح قاتل. ولن يتراجع شعب البحرين خطوة واحدة عن المطالبة بمقاضاته، لان دماء الابرياء ليست رخيصه. لقد اصبح على هذا الطاغية ان يدفع ثمن استبداده واجرامه.
قبل يومين من استشهاد حسام الحداد، امرت محكمكته القرقوشية باصدار قرار بحكم الاستاذ نبيل رجب ثلاثة اعوام ظلما وعدوانا لانه شارك في مسيرة تطالب بالحرية والديمقراطية. فما جزاء من اصدر قرار قتل الابرياء خارج اطار القضاء؟ ما حكم من مزق اشلاء شاب لم يتجاوز السادسة عشرة وعذبه بعد اصابته بالضرب والركل حتى الموت؟ حدث ذلك امام مرآى العالم ومسمعه، فكان جرما مشهودا موثقا بالصورة والشهود. واذا كان لدى الديكتاتور وطغمته وداعميه وهم العظمة وقدرة الافلات من العقاب الى الابد، فانهم واهمون. فما دام هناك مواطن بحراني شريف فلن يتخلى عن اقامة حكم القانون واقامة القضاء العادل لحفظ الحقوق وصون الارواح البريئة والدماء الطاهرة. على هذا الطريق ستستمر ثورة الشعب حتى يتحقق لها هدف اسقاط حكم الزمرة الخليفية الباغية، التي لن يستطيع حلفاؤها في واشنطن ولندن انقاذها من المصير المحتوم لكل طاغية. فبعد هذا القتل وسفك الدماء، فقد آلى شعب البحرين على التخلص من الطغمة الحاكمة، مهما كان الثمن. والأمل ان لا يسعى احد لاطالة عمر بقائها في الحكم، لان ذلك سيطيل أمد المعاناة ويمنحهم فرصة اضافية لقتل المزيد من البحرانيين الاصليين (شيعة وسنة) وتعذيبهم واستهداف هويتهم وثقافتهم وتاريخهم. ان مقاطعتهم يقطع دم الحياة عن نظامهم حتى يتهالك ويموت الى غير رجعة.
تعازينا وتهانينا لعائلة الشهيد، ولشعب البحرين، ولعشاق الحرية. ونعاهد الله والشعب على مواصلة درب الثورة والتصدي للظلم والطغيان حتى تتحقق اهداف الشهداء، وترفرف اعلام الحرية فوق سماء اوال، بعد ان تنتهي الحقبة السوداء من تاريخ هذه الارض التي دنستها اقدام المحتلين الخليفيين والسعوديين.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لنا قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق